روح الامم …..غبار غرناطة
في كل أرجاء غرناطة
الى حيث توصلنا أقدامنا و اموالنا و صحتنا
أبحث عن رائحة الدين
عن بقايا حياة روحية سكنت المكان
تراب
تراب
سياح
يبحثون عن بقايا البنيان و الهياكل
ونظرات كراهية من السكان الاصليين لكل ما يمت بصلة للاسلام بدءا بالحجاب
وكان أكثر الاماكن امانا من اشعة الشمس و التعب
تحت ظلال تمثال قاهرة المسلمين و زوجها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كل الكنائس مكتظة بالرموز المادية :تماثيل و صور
طمسا لمساجد كانت حية يوما ما
يقول أحد الاسبان
المساجد بنيت على انقاض كنائس وحولت كنائسنا الى مساجد وفرض علينا دين ودولة ندفع لها اتاوة احتفاظنا بدين اجدادنا
في مرحلة الغزو العربي الاسلامي
السؤال :
ماذا فعل المسلمون حتى يُنفروا عباد الله من دين الله
كيف تحولت خطايا المسلمين الى نار تحرق كل الجسور بين الاسبان (وغيرهم )ودين الفتح:الاسلام
ثم يتباكى المجانين عن ضياع القصور و الحدائق و “الزيغوات”(راجع كتابات تضخيم المنجز المادي الذي صنعه في الغالب مهندسون غير مسلمين و مواد اولية مستوردة بمال المسلمين من اصقاع العالم )
أين جهود العلماء و الدعاة و الوعاظ و الصالحين ؟
أين ثمار الدعوات الصادقة من المسلمين من كل خلفية بأن يثبت الله الدين في تلك الارض؟
عدل الله الثابت
وظلم الانسان المغرور
خرب الاسبان في حملات reconquista الاثار الاسلامية ولكن التاريخ المفصل للاندلس يسجل بوضوح ان التخريب كان أيضا وبنفس العنف من المسلمين ايضا اثناء الفتن الكثيرة و الحروب الاهلية :يخربون بيوتهم بأيديهم
كتب المسلمون عن فلسفة العبث التي وصلت الى التحريض على قتل الامازيغ في الاندلس في احدى الفتن الجاهلية
كتب ابن عذارى : كتاب البيان المُغْرِب في اختصار أخبار ملوك الأندلس والمغرب
(التي حققه مستشرقون Reinhart Pieter Anne Dozy وGeorges Séraphin Colinو
Évariste Lévi-Provençal
ونسخة :بشار عواد معروف و ابنه .
جاء في كتاب الدكتور عبد الحليم عويس الذي اعتمد فيه على كتاب ابن عذارى و كتب بعض المستشرقين :التكاثر المادي واثره في سقوط الاندلس .
1-بدلا أن توجه النسبة الكبرى من ميزانية الدولة الى الجه/اد العقدي و العقلي و صناعة الحضارة و الانسان وتمتد مساحات العقيدة و العلم و الابداع خارج قرطبة الى بلاد المغرب و المشرق نجحوا أو نجح أكثرهم في زيادة ثرواتهم بينما لم ينجح الا الاقلون في تنمية ايمانهم بل مشت الثروة المادية في أكثر الاحايين في طريق مناقض للطريق الذي مشت فيه كتائب الايمان و الدعوة الاسلامية .
2-وقد قرر الناصر بناء مدينة الزهراء فابتدىء بنيانها في ايام الناصر وكان يصرف فيها كل يوم من الصخر المنجور ستة الاف صخرة وجلب اليها الرخام من قرطاجنة افريقية و من تونس.
3-لقد نسب قصر الزهراء وهو قصر يمثل القلب الحي ملكي كامل الى الزهراء محظية الناصر التي كانت تتمتع بمكانة خاصة لديه و يقول المستشرق جوزيف كيب انه خلافا للقرآن جعل لها تمثالا جميلا من المرمر نصبه على باب القصر وكان يشتغل في القصر عشرة الاف رجل و ثلاثون الف دابة وقد زعموا ان له خمسة عشر الفا و اربعة الاف سارية جلبت من اليونان و ايطاليا و افريقيا و غيرها والايوان الاوسط كانت سواريه من المرمر و الحجر الشفاف وكانت رؤوسها مرصعة باللؤلؤ و الياقوت وكان جريد سقفه من الذهب و الفضة وكانت جدرانه وقبته من العقيق اليماني.
4-وكان من جراء هذه الفلسفة المادية أن الغزوات الكثيرة التي قام بها الخليفة العظيم عبد الرحمان الناصر لم تسفر عن انتشار للاسلام او فتح اقاليم جديدة ذات شأن بل اسفرت عن ازدهار مادي و اقامة مؤسسات عمرانية وشهرة سياسية ومجد عسكري و حسب .
5-وكان من جراء هذه الفلسفة المادية ان الغزوات الكثيرة التي قام بها الخليفة العظيم عبد الرحمان الناصر لم تسفر عن انتشار للاسلام او فتح اقاليم جديدة ذات شأن بل اسفرت عن ازدهار مادي و اقامة مؤسسات عمرانية و شهرة سياسية و مجد عسكري و حسب .
6-وقد قامت معارضة كبيرة ضد الناصر تحمل وجهة النظر الاسلامية في هذا التوجه المادي الذي يعلي من اسهم حضارة الحجارة و قهر الانسان في سبيل مجد شخصي زائل و ينفق وقت الامة و اموالها في هذه الاشكال والرسوم وقد تزعم المعارضة القاضي المجاهد المنذر بن سعيد البلوطي وكان من اقوال المنذر البلوطي في رد فلسفة الخليفة الناصر هذا الشعرالذي يقول فيه:
يا باني الزهراء مستغرقا …أوقاته فيها اما تمهل
7-وهكذا مع بداية الربع الثاني من القرن الرابع في الاندلس تألق توجه مادي في الاندلس احدث شرخا قويا في الحضارة الاسلامية وظل مستمرا في عصور الاندلس التالية فكان ولاسيما اننا ننظر نظرة قلق و ريب الى ظاهرة تتابع الخلفاء المصحوب بلون من التنافس في توسعة مسجد ما ومسجد قرطبة من ابرز النماذج الاندلسية التي ننظر اليها هذه النظرة المريبة
8-ان فقهنا بالمقاصد الاسلامية العليا و بطبيعة التوازن الاسلامي و التجريد و الارتفاع عن المادة تجعلنا نرصد هذه الظاهرة المادية التي تسقط فلسفتها حتى على بيوت الله فتسعى الى تحويلها الى اشباه متاحف او كنائس و تبتعد بها عن البساطة و التجريد و الطبيعة الجميلة التي تقاوم أي تكثيف للجوانب المظهرية و الحسية
9-وبتكاليف مسجد واحد قد تستطيع بناء عشرين أو خمسين مسجدا ومدرسة لمسلمين فقراء في بلاد الاسلام قد لا يجدون ما يبنون به مسجدا بسيطا او مدرسة بسيطة
10-ولنتأمل هذا الوصف الذي يتحدث به جوزيف مالك كيب عن مسجد قرطبة و لسوف نشعر اننا امام خصائص اقرب الى الفلسفة الكنسية المركبة منها الى الطبيعة المسجدية البسيطة …مسجد قرطبة أعظم معبد في الدنيا بعد كنيسة سنت بيترس وهو آية لا نظير لها من الهندسة و البناء
11-وكان بناؤهمن النصارى المنتمين الى الكنيسة اليونانية وكانت بينهم و بين المغربيين مودة فجلبوهم لبنائه …اصبح بناء المساجد لا على التقوى بل اصبح الامر تنافسا على تخليد الذكر عن طريق التوسع في بناء المساجد بهذا الشكل التبذيري
و12-كذلك كانت مدن الاندلس تحتوي على كثير من التماثيل و الاشكال الهندسية وقد اورد ذلك المقري عند وصفه لمدينة قرطاجة بقوله:وبها اقواس من الحجارة المقربصة و فيها من التصاوير و التماثيل و اشكال الناس وصور الحيوانات مايحير البصر و البصيرة
القرن الرابع الهجري كان التكالب على المادة ومظاهر الثراء و البذخ هي السمات الغالبة على الحياة الاجتماعية و الاقتصادية في الاندلس وكان هذا النمط من الحياة سببا من اسباب قيام الفتنة الطائفية التي مزقت وحدة الاندلس الى اثنتين و عشرين دولة
13-وفي عصر الطوائف (422-478ه)استمرت ظاهرة التكالب المادي و مظاهر البذخ على الرغم من الصراعات التي كانت دائرة بين الامارات الاندلسية وكانت الطبقة الحاكمة في الجملة ومن يلوذ بها ..وكان من الطبيعي في ظل هذا التوجه ان ينتشر الترف و التحلل و ان يترجم الادب هذا النمط من الحياة ولهذا كانت القصائد التي صدرت عن اسرة بني عباد و الاسر الارستقراطية الاشبيلية مستوحاة من حياتهم الباذخة فقد كانت مشاغلهم نادرا ما تتجاوز حياتهم المترفة في القصور كمجالس الانس و الشراب و الزهور و النساء والغلمان
14-لم يكن لدى ملوك غرناطة الطموح الاسلامي الرفيع الذي يدفعهم كي يحافظوا على حدود مملكتهم في وسط هؤلاء الاعداء المحيطين بهم من كل جانب فقد جعلوا همهم ايضا ان يرتقوا بمدينتهم الرقي المادي المعروف و ان يجعلوها المدينة المتفوقة مدنيا في المجالات المعمارية و الصحية و الترفيهية .
15-وخلال العصر الغرناطي كله باستثناء فترات قليلة استمر منهاج التكاثر المادي و التنافس المعماري
16-نؤمن بان سقوط غرناطة كان حصاد عوامل كثيرة من ابرزها نسيان العقيدة و الرسالة الدينية و الحضارية التي قامت عليها الاندلس و انتصر بسببها جيش الفتح المكون من اخلاط من البشر الذين لا توحدهم الا العقيدة ..
17-نعتقد ان التكاثر المادي و التكالب على وسائل الترف من قصور وحدائق ومدن ملكية و اساليب فنية و ترفيهية تزيد عن الحدود التي رسمها الاسلام و تستنزف طاقة الامة و تصبغ الحياة صبغة مادية ناعمة مترفة ….كان هذا اقوى الاسباب في سقوط الاندلس و غرناطة.
18-نعتقد ان هذا السبب ظل يعمل عمله الخبيث و يطغى على بقية الاسباب حتى اصبحت المادة صنما يعبده هؤلاء المترفون و اتجاها منحرفا يقيسون به الرقي الحضاري متجاهلين صناعة الانسان وفاعلية العقيدة و معاتي الاخوة الاسلامية وواجبات الانسان المسلم الحضارية تجاه المسلم و تجاه الانسانية كلها
19-في نهاية غرناطة نجد تجسد صورة من احط صور الخيانة و السعار المادي:شروط التسليم و الرسائل بين الجانبين المتفاوضين في غيبة الشعب المسلم المقهور تؤكد ان الامر كان صفقة تجارية تخضع للرشاوي المباشرة و الهذايا المشبوهة وان الامر لم يكن خسارة معركة او سقوط دولة بل كا عبادة للمادة وكفرا بالاسلام قبل ذلك ..كانت المفاوضات بالتالي تتم بين كاثوليكيين من جانب و غير مسلمين من جانب آخر