آفة تفكير بعض طلبة العلوم الاسلامية و بعض الأساتذة
على هامش مسابقة الدكتوراه في مقارنة الاديان
السؤال الذي صاغته اللجنة كان حول :
الموضوعية و الحياد في مناهج دراسة الاديان مع التحليل و النماذج يعني ان الطالب يمكن ان يعطي نماذج للمناهج و أعلامها و شروطهم أو نماذج للدراسات التي طبقت تلك الشروط أو العكس
زاد الطالب:
معرفة صحيحة بالمناهج و الأعلام و الكتب و الدراسات من الغرب و العالم الاسلامي
ليس هناك من الطرفين من لم ينبه الى أهمية الموضوعية و الحياد و ضرورة توفر شروطها مع تباين في مدى الالتزام بها تطبيقا.
مبدئيا كل العلوم تتقدم بالنقد الذاتي و النقد الموضوعي.
العلوم الاجتماعية و الانسانية علوم نسبية .
العلوم الاسلامية جزء من العلوم الاجتماعية و الانسانية.
تاريخ الفكر الاسلامي انبنى على نفس الديناميكية و لم يسلم كتاب من المراجعة من صاحبه او من نقد نظرائه .
لأسباب تاريخية نفسية يحاول البعض الاعلاء من انتاج المسلمين الفكري ردا على الغزو الفكري الغربي و ان كان داخل هذا الرد تحيزات غير موضوعية ففي مقارنة الاديان يحاول البعض الاعلاء من انتاج ابن تيمية في الجدل الديني على ما انتجه ابن حزم في نفس المجال بطرق كاريكاتورية .
في الاجابة على اسئلة في مناهج البحث في مقارنة الاديان هرب البعض بل الاكثرية من مواجهة الاسئلة المنهجية الى “انتصارات المسلمين ” في نقد الاديان .
المصيبة القاتلة بعض عناصرها المبسطة هي في المثال التالي:
في سؤال عن الموضوعية و الحياد يذكر الطلبة بعض شروط تحقيق ذلك منها الاطلاع على مصادر الاديان بلغاتها و تفاسيرها و منظومة من العلوم معضدة للكتب المقدسة كتفاسير الكتب المقدسة بمختلف اتجاهاتها من التفسير الحرفي الى التفسير الاشاري الصوفي و علم اللاهوت و الفقه كما عند اليهود مثلا و غيرها و هذا عين الصواب و كتب النقد الاسلامي تبين خلو أغلب تلك الشروط لدى علمائنا ليس من قلة ذكاء او خوار الهمة و لكن لان دراسة أديان الاخر لم تكن ضمن أولوياتهم و مقدمات كتبهم تبين أنهم دخلوا معارك نقد الأديان مضطرين بعد تجرؤ اتباع الاديان على الهجوم على الاسلام بالشبهات أو بالإعلاء من قيمة الأديان غير الاسلام أو بالأسئلة الملحة للمسلمين الجدد.
واليوم التحدي البيداغوجي العلمي الخطير جدا هو أن لا يقدم درس النقد الاسلامي للأديان بطريقة درس الفتوحات الاسلامية رغم أننا اليوم نملك بعض الاجتهادات في تشريح ما انتجه المسلمون في باب النقد الاسلامي للأديان و حتى أتباع تلك الاديان و المتخصصون في مقارنة الاديان درسوا و انتقدوا ذلك التراث بموضوعية احيانا كثيرة .
الطلبة في مادة الاستشراق يدرسون نقد المسلمين لتراث المستشرقين و المآخذ العلمية و المنهجية و حتى الاخلاقية على تراث المستشرقين و الكثير من الصادر عن علماء المسلمين الموضوعيين في نقد تراثنا في النقد الديني جيد و صحيح.
يعني ذلك:
قلب الصورة و الانصات لنقد الآخرين لتراثنا الخاص بنقد الأديان و هو الاستغراب وهنا تأخذ الكلمة بحمولتها البسيطة يعيدا عن مشروع حسن حنفي بمعنى :
اذا كان الاستشراق هو دراسة الآخرين للإسلام و تراث الفكر الاسلامي .
فان ما انتجه المسلمون في باب النقد الاسلامي للأديان هو المقابل للاستشراق .
فلماذا يعجز الطلبة و حتى بعض المدرسين على اعمال نفس المجهر المنهجي في تحليل التراثين
اذا لم يستطع الطالب او الباحث فهم هذا
فهو عاجز عن استيعاب مقاصد دراسة :
كل التراث الاسلامي منهجيا
كل التراث الاستشراقي بمختلف اتجاهاته .
وعاجز أكثر عن دراسة كل العلوم الاسلامية وفق المناهج الحيادية التي كانت السبب في تقدم الفكر الاسلامي منذ اللبنة الاولى التي جسدها المسلمون وهم يسألون الرسول عليه الصلاة و السلام أسئلة تؤسس للتفكير الحي للعقل المسلم .
الأمانة تقتضي الاعتراف العلني و القوي و الصارم أن المادة العلمية للحصول على المعرفة وفق الشروط السابقة موجودة على النت مبسطة و مركبة
تجدها على الفايس بوك و في المواقع العامة و في المواقع المتخصصة و حتى في المنتديات و اليوتيوب
يعني أن المعرفة تلاحق الناس و الله وحده يعلم كيف يقضي الشباب الساعات الطويلة على الهواتف و الكمبيوتر و لا يزدادون إلا ضحالة فكرية و غرور مجنون .
هناك اساتذة و طلبة يصنعون الاستثناء و هم بإذن الله من سيحرك المياه الراكدة التي تكاد تقتل مستقبل الأمة .
نكتة على الهامش:
نجحت طالبة بامتياز فاحتج بعض الطلبة بأن استاذها كان في لجنة التصحيح !!!!!!!!!!!!!
النكتة اغلبية الاساتذة صححوا !!!!!!!!!!!!!
كل الطلبة القدامى و الجدد هو طلبة أولئك الاساتذة باستثناء من جاؤوا من خارج الكلية!!!!!!!!!!!!!
اذن أين المفاجأة عندما ينجح طالب فأكيد أن أي استاذ هو أستاذه