مناط التنزيل العقدي…………………………………
ملخص محاضرة مطولة
I
الفقيه أمامه مسؤوليات:
1-فهم خطاب الله
2-فهم الواقع
3-فهم أضمن السبل لربط هذا بذاك بالاتجاهين:الانطلاق من الواقع لبحث حلول لمشاكله في الخطاب الالهي و الانتقال من الخطاب الالهي لإرساء قواعد الحياة المنسجمة مع رسالة الانسان في الحياة .
ثم يتأسس المثلث:
ضلعه الاول:الخطاب الالهي أو الله بكل ما تحمله الكلمة من اشعاع و اتساع لا تحتويه كل صفات و كلمات البشر …..
ضلعه الثاني:الفقيه
ضلعه الثالث:الانسان
II
واحد أوجه أزمة التراث الفقهي:محاولة الفقيه الاقتراب من الضلع الاول من حيث الصلاحيات و الحق على البشر وحل الازمة هو احترام حدود كل ضلع:
الفقيه انسان لا يملك من تميز عن غيره من البشر إلا اجتهاده فالله عزوجل لم يكن ليخلق حواجز بينه و بين عباده :استفت قلبك…ما حاك في صدرك …..التقوى هاهنا و يشير الى صدره ثلاث مرات
ليتمكن الفقيه من الاقتراب من الفهم الصحيح من خطاب الله عزوجل عليه:
أن يكون صالحا متوازنا
أن يكون متمكنا من الاجتهادات المعتمدة التي سبقته
أن يفهم واقعه فهما حقيقيا حتى في المسائل التي اعتاد البعض التعامل معها ميكانيكيا :في الوضوء و الصلاة و الطلاق وغيرها فإنسان اليوم محاط بمعطيات تعيد تحديد هويته خصوصا مع ضغوط الحياة الجديدة و وسائل التواصل التي خلقت عوالم افتراضية تؤثر في بعض البشر اكثر من الحياة الواقعية على سبيل المثال :قال أحد الباحثين في علم النفس كيف يمكن تحديد درجات الغضب لدى البشر والمرتبط بقضايا مصيرية فالمزاج الجزائري له بصمة خاصة تقتضي اجتهادا مرتبطا بهذه البيئة كما أن الاختيار بين الوضوء و التيمم يعتمد على معرفة حقيقية بالأمراض التي لها علاقة بالماء بما فيها غير العضوية ثم قضايا البيع عبر النت و الزواج عبر النت الخ
III
القضايا الطبية بجميع فروع الطب و الاقتصادية بجميع فروع الاقتصاد و السياسية بجميع فروع السياسة
وهروبا اضطراريا في غالب الاحيان اختصر الاسلام في فتاوى مكررة و مجالات فرعية بل هامشية جعل الفقه يقترب من الشعوذة و في احسن الاحوال من علمانية متطرفة أهم معالمها:عدم تطرق الفقهاء للقضايا الشائكة المرتبطة بالحياة اليومية المؤثرة في توازن الانسان(المجتمع) النفسي و العقلي و بالتالي في يقينه و ايمانه …………………………
القضايا الحيوية يتناولها السياسي و الاقتصادي و علماء التخصصين و حتى الرياضة و الفن أما الدين فدوره اختصر في الهوامش التي بسطت حتى يفهمها الجميع ثم ضخمت باعتبارها كل الدين أو أغلبه .
هذه الازمات توقف عندها العلماء فمع التضخم المتورم لبعض مباحث الفقه لم تغب في التراث الاسلامي قديما وحديثا روح المراجعة و النقد انتصارا للحق و وفاء للفطرة السليمة وقبلهما محبة لله و دينه .
هل جاء مبحث مقاصد الشريعة منقذا للخروج من التورم؟
ما لاحظه بعض الباحثين ان مبحث المقاصد محاولة لم تؤد الى التحرر من مخالب الأزمة بل وسعتها أفقيا.
IV
من جانب آخر
غرق علماء الكلام في نسج قوالب عقدية كان أحد مكوناتها المنطق اليوناني والتفكير اليوناني وهو ما اصاب اصول الفقه كما بين بعض الباحثين و يمكن الرجوع الى مقدمة المستصفى لقراءة الاعتراف الواضح بالوقوع تحت سطوة الوافد اليوناني.
لما يعجز الأئمة على فتح المجال امام الاسئلة الحائرة للمؤمنين و التي استفحلت مع الازمات المتعددة الاذرع التي تهز كيانهم و توازنهم النفسي و العقلي بالإضافة الى القنوات الفضائية و المواقع التي تشن حربا مدروسة على المسلمين ليس فقط لإضعاف البنيان الداخلي و لكن ايضا في اطار مهامهم الدينية و الطائفية :دعوة و تبشيرا.
هذه المعضلة مرتبطة عضويا بالأخلاق ومهما كان رياء الانسان و نفاقه فان الاقنعة تسقط و في انتظار مشهد سقوط الاقنعة تسقط ضحايا حسن النية و حسن الظن و يلتحقون بالمصدومين من استخدام الدين لمصالح حقيرة مع يقين ان الله غير قادر عليهم أو انه متواطؤ معهم واستخدام هذه التعبيرات مرتبط بالآية الرمز:من اتخذ الهه هواه ….فاله هؤلاء ليس اله أولئك
V
يقول بعض الأئمة الشباب أن الناس يتفادون سؤال الامام عن استفساراتهم العقدية الحائرة :بعضهم يعتبرون الأئمة متخصصين في اجترار المواضيع الميتة بينما البعض يخاف من الامام ومن تكفيره له ولكن اليوم عبر وسائط التواصل وحتى بعض الشباب الناشط هناك اقتحام لهذا المجال و هناك اجتهادات تحاول الرد على الشبهات و معالجة المواضيع العقدية الشائكة ولكن البعض أيضا يحاول تكييف المسائل العقدية تكييفا فقهيا فضاع الفقه وضاعت العقيدة .
أهم المسائل العقدية التي تؤرق المهتمين هو :القضاء و القدر أو مايسميه فلاسفة الدين :مشكلة الشر في العالم
اضافة الى قضية ارتباط التدين بالسلوك وهنا الاسئلة التي شكلت فتنة للناس لماذا تزداد جلافة البعض كلما ازداد تدينهم ؟
لماذا يتاجر البعض بالدين و هم يأمنون انتقام الله رغم ازدياد عدد ضحاياهم؟
لما يتقدم الكفار و الملحدون و يغرق المسلمون في التخلف والأوساخ و الخيانات؟
أسئلة يصرح بها بعض الشباب عبر الوسائط الحديثة و يعبر بعض غير الشباب عنها بطرق مخيفة احيانا
حالة الارتباك هذه لا ينتبه لها الفقهاء و لا تقنيو العقيدة ….
لأن اغلبهم مشغول بإدخال القلوب و العقول في قوالب مجهزة مسبقا ….
صنعتها عقول و قلوب تدعي امتلاك التفسير الحصري لخطاب الخالق لعباده:
في:جانب الايمان و اليقين
وفي:جانب تطبيق أوامر الله و الفرار بعيدا عما يجلب غضبه و انتقامه.
VI
عودة للمثلث:
ضلع الله الذي أحب عباده فخاطبهم بما يصل قلوبهم بالقرآن العربي و بالكون المفتوح للجميع
ضلع فقيه العقيدة و فقيه التصرفات :وضرورة تحررهم من عقدة قربهم الحصري من سر الخطاب الالهي لأن دورهم الاجتهاد و هو غير الزامي للإنسان الذي خلقه الله حرا و ليس عشوائيا أي أنه ليس ملزما بإتباع اجتهادات من اجتهد ضمن شروط الاجتهاد و لكنه ايضا ملزما بالبقاء تحت دائرة مايريده الله من عباده لمصلحتهم هم
ضلع الانسان بأوسع معاني الكلمة و أوسع آفاق وضعها الله له في هذا الكون العظيم بعقل تفوق به الانسان عن كافة مخلوقات الله كرما من الله فمن تنازل عن هذه الكرامة لم يستحق ان يكون انسانا يعني وفيا لفطرته يعني مسلما .
يتبع