الفقه و المستشرقون
أثناء التحضير لتخصص الدكتوراه في التراث الاسلامي و الاستشراق ثم اثناء القراءة لانجاز مقال عن الاستشراق و الفقه نشرته مجلة المسلم المعاصر في العدد 153 وهومتاح على موقعها مع العلم انه نشر في2014
الاستشراق والفقه الإسلامي – المعرفة والقراءة والتأويل – مجلة …
ومنذ ذلك الحين تم الاطلاع على دراسات في الموضوع بين كتابات المستشرقين ونقد علماء المسلمين لها( فاصبح المقال تراثا يحتاج الى تحيين) .
تبين ما يلي وباختصار شديد:
1-راكم المستشرقون دراسات حول الفقه و اصوله تتفاوت من حيث العمق
2-كانت هناك حركة نقدية بين المستشرقين في بعض دقائق هذا المجال من علوم المسلمين وغيرها
3-بعض من كتب من المستشرقين في الفقه و اصوله كانوا اساتذة لبعض اشهر علماء المسلمين
4-بعض هؤلاء المستشرقين درّسوا في الجامعات الاسلامية بل كان بعضهم من أوائل من تصدى لبعض المقاييس الهامة وفعلوا ذلك بمناهج غير مسبوقة باعتراف بعض الباحثين المدققين
5-تنقسم كتابات المستشرقين حول الفقه و اصوله الى كتلتين :
1.5الكتلة الدينية ومعها الصدام الشرعي للمسلمين باعتبار المستشرقين ينكرون ما هو عقدي ثابت عند أي مسلم حول الالوهية و مصدر الاسلام ومقام النبي عليه الصلاة و السلام وغيرها والمستشرقون لا يأبهون لهذا لأن الحقيقة التي لا ينتبه لها الكثيرون هي ان المستشرقين لا يكتبون للمسلمين بل يكتبون للمتخصصين من ابناء حضارتهم رغم ان الاستشراق الاعلامي اليوم قطع الصلة تقريبا مع الاستشراق الكلاسيكي وغرق في السطحية و الاثارة
2.5 الكتلة المنهجية و بدورها تنقسم الى جزئين :
1.2.5 الجزء الاول : المعرفة العلمية الخالصة بمعنى مدى التزام المستشرقين بالمصادر الاسلامية الرصينة المتفق عليها وليس الشاذة وهنا المعركة المصيرية حول المخطوطات و اصولها و قد تصدى بعض الباحثين المسلمين الى بداية عملية احصاء علمية لتتبع المصادر الهامة لعلوم المسلمين التي لم تصلنا الا عبر المستشرقين :جمعا وتحقيقا ودراسة وترجمة ونقدا وفي هذا المجال ايضا تتبع بعض الباحثين هذه الجهود بمشرط التدقيق قي مدى امانة النقل و الفهم و الترجمة و حيادية النقد وغيرها من آليات النقد العلمي الموضوعي
2.2.5 الجزء الثاني : التحليل و المقارنةو النقد وهنا المجال واسع و الحدود غير ثابتة يوسعها المستشرقون و يضيقها علماء المسلمين لدواعي ذاتية و اخرى موضوعية
بعض الباحثين المسلمين يقعون في شراك استسهال قراءة كتابات المستشرقين ب:
1 عدم الاخذ بعين الاعتبار زمن كتابة بعضها كان كما وضح بعض الباحثين المسلمين الحكماء عندما كانت المخطوطات في العالم الاسلامي تستعمل في بيع المكسرات و غيرها او كان يتم التخلص منها كأي اوراق لا فائدة منها و بعضها سرقها المستشرقون او اشتروها
2 صرف الجهود الخطابية في الكتلة الاولى يفقد اي نقد للاستشراق اهميته فهم ليسوا مسلمين و لم يسلم احد من كبرائهم و هم اصلا سموا مستشرقين لان نظرتهم خارجة عن دائرة المسلمين
3السقوط في العلموية الجوفاء المبنية على رياء و جنون العظمة عندما يهرب بعض الباحثين من اسئلة المعرفة والمنهج في كتابات المستشرقين و يغرق في مدح علوم المسلمين التي تم تلقي اغلبها بطريقة التلقين المقدس لظروف لم تعد موجودة بعد ان اصبحت الكتب على النت و بعدما اقتحم بعض الباحثين المسلمين من كل المذاهب الاسلامية ساحة الأسئلة العميقة و الاشكالات العويصة دون التنكر للثوابت و لكن بتوسعة مخبر المناهج وهناك جدل داخلي يشرح بعض الكتابات تحليلا و نقدا و اضافة والحمدلله.
الملاحظة قبل الاخيرة
الدكتور وائل حلاق في كتاباته يحيل الى دقائق ما كتبه المستشرقون وقال بالحرف :كتبي اليوم تعتبر مرجعية في اصول الفقه اكثر من جوزيف شاخت
جملة منهجية من باحث مسيحي تلقى آخر الاجتهادات المنهجية للمستشرقين و اصبح مرجعا حتى لدى بعض المسلمين
فقط المؤسف انهم لم يقرأوا تراث المستشرقين ليفهموا ثمارها التي اينعت في كتابات الدكتور وائل حلاق وغيره
يتبع